من أسبوعية النضال العمالي في 19 حزيران / يونيو 2019، عدد رقم 2655.
إنها قوات الدعم السريع التابعة للجنرال حميتي، الرجل الثاني في الطغمة العسكرية السودانية، التي قامت، في 3 يونيو الماضي، باستخدام العنف لتفريق حشد المتظاهرين أمام مقر قيادة القوات المسلحة في الخرطوم. وليست هذه أولى جرائم هذه القوات.
فهؤلاء البلطجية، الذين ارتكبوا وما زالوا يرتكبون أسوأ الفظائع ضد السكان، القتل، البتر، الاغتصاب، رمي الجثث في النيل، قد سبق لهم أن بعثوا الخراب في دارفور تحت اسم "الجنجويد" قبل أن يصبحوا حراس حدودن بتكليف من قبل الاتحاد الأوروبي، للحد من تنقل المهاجرين.
قام الدكتاتور عمر البشير الذي تم استبداله مؤخرا بتجنيد هؤلاء القتلة من الجماعات العربية السودانية لسحق التمرد الذي اندلع عام 2003 في إقليم دارفور. اقتحم الفرسان القرى واغتصبوا النساء قبل قتلهم وقتلوا الرجال والأطفال. أحرقت المنازل ولم يتمكن الناجون من الفرار إلا عبر الغابة إلى مخيمات كينيا وإثيوبيا، وكانت تطلق مروحيات الجيش السوداني نيرانها عليهم.
في هذا البلد الذي يموت فيه السكان جوعا، الأموال متوفرة دائما للجيش، الممول من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والقادر على استخدام مقومات كبيرة ضد السكان. لقد خلف القمع في دارفور عشرات الآلاف من القتلى وما لا يقل عن مليون لاجئ. وعندما انتفضت محافظات أخرى في ولايتي كردفان والنيل الأزرق، تم إرسال الجنجويد، الذين أطلق عليهم اسم "قوات الدعم السريع"، ضدهم، مستخدمين نفس الأساليب. كما ذهبت هذه القوات للقتال في اليمن في الائتلاف الذي شكلته المملكة العربية السعودية، داعما قوات الأنظمة الإقليمية الراعية لنظام عمر البشير.
كما اكتسبت هذه الميليشيات سمعتها السيئة في مطاردة المهاجرين. وقد استفادت في هذا المجال من دعم الاتحاد الأوروبي الذي أطلق، عام 2014، "عملية الخرطوم" التي أقامت شراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة، بما في ذلك السودان، لإيقاف مسيرة المهاجرين من القرن الإفريقي باكرا جدا لتفادي وصولهم إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط. كما تضمنت هذه العملية إعادة ترحيل اللاجئين السودانيين الواصلين إلى إيطاليا نحو السودان الذي فروا منه.
فتم تخصيص 160 مليون يورو في عام 2016 لنظام عمر البشير للعب دور حرس الحدود في أوروبا، فاستعمل الجزء الأكبر من هذا المبلغ في سبيل تجهيز قوات الدعم السريع التي أعيد نشرها على الحدود الليبية والمصرية ومن ثم الاريتري. ثم تفاخر حميتي نفسه بعد القبض على الآلاف من المهاجرين. وشهد أولئك الذين استطاعوا التحدث لاحقا بأنهم تعرضوا للتهديد لإرغامهم على دفع فدية، كما تعرضوا للتعذيب في بعض الأحيان إذا لم يتمكنوا من الدفع أو من إعطاء رقم هاتف لأصدقاء يمكنهم الدفع، واتهموا ميليشيات حميتي بأنها حولت نفسها إلى مهربين. كما أدارت هذه المليشيات معسكرات احتجاز المهاجرين بنفس هذه الأساليب والتي لم يكن بالإمكان تجاهلها من قبل الاتحاد الأوروبي، ولا سيما وزراء داخلية فرنسا وبريطانيا العظمى وألمانيا وإيطاليا.
واليوم، أصبح جميع سكان السودان ضحية لهذه الأساليب الإجرامية، التي تدرب عليها من أبناء النظام بممارسة القمع على شعب دارفور وعلى المهاجرين. إن الإمبريالية والطبقات الحاكمة تحتاج إلى هؤلاء المرتزقة للحفاظ على نظامهم، بثمن الدم.
النص باللغة الفرنسية:
المصدر:
http://www.union-communiste.org/ar/taxonomy/term/1889