النضال العمالي - العدد: 2205 - 2008 / 2 / 28
إن ما سيحدث في كوبا من تغيرات رئاسية دفع السكرتير الفرنسي لمنظمة التجارة الأوروبية ليصرح بأن هذا القرار سيفتح طريق جديد نحو الديموقراطية و أن مرحلة الحكم الشمولي كانت منوطة بوجود كاستارو على دفة السلطة .
عند ا ستلام كاسترو السلطة كان مؤيدا بشكل كبير من الشعب الكوبي , و لكن ما لبث هذا النظام أن تحول لصيغة ديكتاتورية. و من الصعب أن نحزر اليوم ما بقي من الشعبية لهذا النظام . و لكن ضمن هذا التطور و التغير في كوبا لم تكن فرنسا أو أمريكا من أصحاب الأيدي النظيفة .فبعد فشل السي أي أيه من اجتياح الجزيرة الكوبية في إنزال خليج الخنازيرعام1961, قد فعلو كل ما بوسعهم من أجل خنق الجزيرة الكوبية اقتصاديا و هم ما زالو يمارسون هذا الحصار حتى يوما هذا. ولكن كاسترو لم يستسلم مما دفع الوليات المتحدة لتعده رجل خطير و منبوذ مع أنها دائما دعمت دكتاتوريات في أميريكا اللاتينية و في السينيغال و فرنسا التي تدعم الحكم الديكتاتوري في كولومبيا .
النظام الكوبي هو بواقع الحال نظام دكتاتوري و لكنه كان قد بذل جهد كبير من أجل إرساء نظام صحي يسمح لجميع الكوبيين بالحصول على عناية صحية جيدة ,هذا و الأطباء الكوبيين يقدمون المساعدة و الرعاية في بلدان مجاورة فقيرة مثل هاييتي و فينزويلا حيث يوجد نقص في عدد الأطباء المحليين ,نظام قد بذل جهودا حقيقية للقضاء على الأمية ,و نستطيع القول بقوة أن كوبا هي بلاد لا يموت الناس فيها من الجوع مقارنة مع جارتها هاييتي التي تعيش تحت الوصاية الأمريكية منذ سنوات ,و الفرق واضح جدا بين البلدين .
كل الانتقادات الموجهة لكوبا من المجمع الرأسمالي و التي تعتبرها جزيرة مهجورة و التي تأمل بأن الذي سوف يلي كاسترو سيفتح صفحة جديدة في تاريخ الجزيرة نحو حرية أكثر للعمال و الفلاحين و المثقفين لا تدفع ألا للسرور ,و لكن إذا ما عادت كوبا تحت الوصاية الأميريكية و الرأسمالية كما في فترة حكم باتيستا , فالوضع بدون أدنى شك لن يكون إلا نحو الأسوأ .
لم يكن هناك طريق ممكن للتطور الاقتصادي للجزيرة الكوبية لأنها أصبحت معزولة تماما........ , و لكن في الواقع حتى في البلدان التي لها علاقات مع الدول الرأسمالية و المنفتحة أقتصاديا كبلدان من أميريكا اللاتينية و أسيا .............,و التي تعيش بواقع البؤس الذي فرضه عليها النظام الرأسمالي ليس أفضل حالا من كوبا .